تكون المجازاة بما يستفهم به ، ولا يمنع هذا المجازاة بغيره ، كما لو قال قائل : يكون الرفع بأنه الفاعل ، والنصب بأنه مفعول به ، لم يمنع الرفع والنصب بغيرهما ، قال المفسر : الذى حكى عنهم أنهم قالوا : إن أصل الجزاء الاستفهام وكلّ شىء جوزى به إنما هو منقول من الاستفهام ، فأراهم أنهم يجازون بحيث وإن ، وهما لا يكونان استفهاما فهذا مخرج هذا" (١).
وإذا كان الشرط يعنى تعليق جملة بجملة ، فهذا بدوره يستلزم وجود جملتين حتى يكون أسلوب الشرط.
ويذكر النحاة بعض الظواهر الشاذة من إهمال" متى وأين" (٢) أو إهمال" متى" ، وإعمال"" إذا" (٣) ، أو إهمال" إن" ، وإعمال" لو" (٤).
وبدهى أن المقصود بعمل هذه الأدوات الجزم هو جزم الفعل المضارع ، حيث يجزم ، وتكون علامة جزمه إما : السكون إذا كان صحيح الآخر ، وإما حذف حرف العلة إذا كان معتلّ الآخر بالألف أو بالواو أو بالياء ، وإما حذف النون إذا كان من الأمثلة الخمسة ، وهى كلّ فعل مضارع أسند إلى ألف الاثنين ، أو واو الجماعة ، أو ياء المخاطبة ، ومن أمثلة ذلك : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) [النساء : ١٢٣]. (يعمل) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، (يجز) فعل جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو.
(وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا) [الأعراف : ١٩٨] ، (تدعوهم) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (لا يسمعوا)
__________________
(١) الكتاب ٣ ـ ٥٩.
(٢) المقتصد ٢ ـ ١٠٥٦.
(٣) مغنى اللبيب ٢ ـ ١٨٣.
(٤) التسهيل ٢٣٧ / مغنى اللبيب ٢ ـ ١٨٣.