ومنه أن تقول : إن تأتنى تجئ إلىّ أكرمك ، ومن يصلّ يسجد لله يهده ، متى تتوجه إلى الكلية تذهب إلى عملك تستفد خيرا. كلّ من الأفعال المضارعة المجزومة (تجئ ، يسجد ، تذهب) بدل من أفعال الشرط المضارعة المجزومة (تأت ، يصل ، تتوجه) ، أما أفعال جواب الشرط فهى الأفعال المضارعة المجزومة (أكرم ، يهد. تستفد).
ومن الثانى قول الحطيئة :
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره |
|
تجد خير نار عندها خير موقد (١) |
والتقدير : متى تأتيه عاشيا إلى ضوء ... ، فتكون الجملة الفعلية (تعشو) فى محل نصب على الحالية ، ويكون الفعل (تعشو) مرفوعا ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة.
ومنه ما ذكره سيبويه من : إن تأتنى تسألنى أعطك ، وإن تأتنى تمشى أمش معك (٢) ، والتقدير ، إن تأتنى سائلا ، وإن تأتنى ماشيا ، فيرفع كل من الفعلين (تسأل وتمشى) ، وتكون جملتاهما فى محلّ نصب على الحالية.
ملحوظة :
ليس من قبيل المتوسط بين فعلى الشرط والجواب قول زهير :
ومن لا يزل يستحمل الناس نفسه |
|
ولا يغنها يوما من الدهر يسأم (٣) |
حيث جملة (يستحمل) فى محل نصب ، خبر (يزال) ، ويجوز فى جملة (ولا يغنها) أن تكون معطوفة على جملة الشرط ، فيجزم (يغن) كما هو عليه ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وكأنه قال : ومن لا يزل ومن لا يغن نفسه ، ويجوز فيها أن تكون معطوفة على جملة (يستحمل) فيرفع الفعل (يغنى) ، وكأنه قال : من لا يزل يستحمل ومن لا يزل لا يغنى نفسه.
__________________
(١) ديوانه ٢٥ / الكتاب ٣ ـ ٨٦ / المقتضب ٢ ـ ٦٣ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ٦٦ / ٤ ـ ١٤٨ / ٧ ـ ٤٥ ، ٥٣.
(٢) الكتاب ٣ ـ ٨٥ / وينظر : المقتضب ٢ ـ ٦٣.
(٣) الكتاب ٣ ـ ٨٥ / المقتضب ٢ ـ ٦٣ / الهمع ٢ ـ ٦٣.