٢ ـ يجب أن يفصل بين (أما) وفاء الجزاء بواحد من :
أ ـ المبتدإ ، نحو : (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ) [السجدة : ٢٠] ، الاسم الموصول (الذين) فى محلّ رفع ، مبتدأ ، خبره جملة (فمأواهم) النار) ، وهى اسمية.
ب ـ الخبر : كأن تقول : أما فى المسجد فرجال يعرفون طريق الحق. شبه الجملة (فى المسجد) فى محلّ رفع خبر مقدم للمبتدإ المؤخر (رجال).
وتقول : أما فى الصباح فالمحاضرة ، وأما فى الظهر فالغذاء ، وأما مساء فالندوة.
وكلّ من شبه الجملة (فى الصباح ، فى الظهر ، مساء) فى محل رفع ، خبر مقدم للمبتدإ الذى يلى فاء الجواب.
ج ـ معمول ما بعد الفاء : نحو : أما اليوم فأنا زائرك ، حيث (اليوم) ظرف زمان منصوب معمول لاسم الفاعل (زائر) ، وتقول : أما فى المنزل فمحمد ماكث ، شبه الجملة (فى المنزل) متعلقة باسم الفاعل (ماكث).
ومنه قوله تعالى : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) [الضحى : ٩ ، ١٠] كلّ من (اليتيم والسائل) منصوب لأنه مفعول به لما بعد الفاء من فعل :
(تقهر ، تنهر).
ومنه أن تقول : أما راجلا فقد حضرت ، (راجلا) حال منصوبة من ضمير المتكلم بعد الفاء. وتقول : أما فهما فافهم ، (فهما) مفعول مطلق من الفعل (افهم).
ومن أمثلة سيبويه : أمّا العبيد فذو عبيد (١) ، وأما البصرة فلا بصرة لك (٢) ، ليكون ما بعدها مبتدأ ، فصلت فاء الجزاء بينه وبين خبره.
وكذلك : أمّا علما فعالم ، أمّا سمنا فسمين (٣). فيفصل المصدر المنصوب الواقع موقع الحال بين أمّا وفائها. ويكون (عالم) خبرا لمبتدإ محذوف ، والتقدير : فهو عالم.
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ٣٨٧.
(٢) السابق ١ ـ ٣٨٩.
(٣) السابق ١ ـ ٣٨٤.