(وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ) [الرعد : ٤].
وأجاز بعضهم تقديم الجملة وشبه الجملة على الاسم ، ومنهم أبو البقاء العكبرى (١) ، فتقول : مررت برجل غلامه قائم ضاحك ، على أن الجملة الاسمية (غلامه قائم) فى محلّ جرّ ، نعت للنكرة (رجل) ، ثم ذكر النعت بالاسم المفرد (ضاحك) ، وهو مجرور ، وعلامة جرّه الكسرة. واستدلّ بقوله تعالى : (وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ) [الأنعام : ٩٢] ، حيث جملة (أنزلناه) فى محل رفع ، نعت للنكرة (كتاب) ، ثم (مبارك) نعت اسم مفرد مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
ويجيب بعضهم عن ذلك بأن مباركا فى موضعه خبر لمبتدإ محذوف ، أى : هو مبارك. واتفقوا على أن تقديم المفرد أولى ، وذهب آخرون إلى منع هذا التقديم ، ورأوا أنّه لا يقع إلا ضرورة ، أو فى نادر كلام (٢) ، ومنهم من يرى أنه خبر ثان لاسم الإشارة (٣).
ومنه قوله تعالى : (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) [الأنبياء : ٢](٤) ، حيث شبه الجملة (من ربهم) فى محل جر نعت لذكر ، و (محدث) نعت ثان لذكر ، فتقدمت شبه الجملة على الاسم. وهناك من يرى أن شبه الجملة فى محل نصب على الحالية من الضمير المستتر فى (محدث).
__________________
(١) إملاء ما من به الرحمن ١ ـ ٢٥٢.
(٢) ينظر : المقرب ١ ـ ٢٢٧ / همع الهوامع ٢ ـ ١٢٠.
(٣) ينظر : الدر المصون ٢ ـ ٥٤٨.
(٤) (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (يأتيهم) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب مفعول به. (من) حرف جر زائد مبنى لا محل له من الإعراب. (ذكر) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. (من ربهم) جار ومجرور ومضاف إلى المجرور ، وشبه الجملة فى محل جر ، نعت لذكر على اللفظ. (محدث) نعت ثان لذكر مجرور على اللفظ ، وعلامة جره الكسرة ، ويجوز أن تكون فى محل رفع على المحل ، ويجوز أن تحتسب حالا من الضمير المستتر فى محدث ، وفيه أوجه أخرى. (إلا) حرف استثناء مبنى لا محل له من الإعراب. (استمعوه) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى