من لفظ الجواب دون اعتبار معنى (لو) التى تعطى مفهوم الامتناع ؛ لأن تقدير النحاة فى هذا المثل حيث سبق القسم الشرط : والله لخرجت ، لو خرج محمد لخرجت ، وهذا مناقض للمقسم عليه.
والحال كذلك مع حرف الشرط (لو لا) ، وبالتالى يسرى على جميع أدوات الشرط.
لكن توكيد فعل الجواب إذا سبق القسم يتأتى من استحباب التوكيد حين ذكر القسم ، وكذلك ربط الجواب بشرطه بالقسم ، حتى لا يتوهم عدم وقوع القسم عليه لطول الفاصل بينهما.
ولذلك فإن الجواب يظلّ لـ (لو) و (لو لا) حال تقدم القسم عليهما ، ولتتأمل الأبيات الآتية : قول أبى المثلم :
تالله لو قذفوا صخرا بفاقرة |
|
إذن لقيل أصابوا الميل فاعتدلوا (١) |
جملة الجواب (إذن لقيل) خاصة بالشرط.
قول سلمى بن المقعد :
فو الله لو لا قتلنا من وراءه |
|
لظلّت عليه أمّ شبلين تمعد (٢) |
جملة الجواب (لظلت) خاصة بـ (لو لا).
قول عبد مناف بن ربع الجربى :
فو الله لو أدركته لمنعته |
|
وإن كان لم يترك مقالا لقائل (٣) |
__________________
(١) ديوان الهذليين ٢ ـ ٢٣٥ / شرح السكرى ١ ـ ٢٧٧. فاقرة : داهية ، والفقر : قطع الأنف وكل خصلة سوء ، الميل : العوج.
(٢) شرح السكرى ٢ ـ ٧٩١. تمعد : تأكل.
قتلنا : مبتدأ مرفوع ، وخبره محذوف وجوبا. (من) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به لقتل. وصلته شبه جملة وراءه. أو : من تعلقت به. (أم) اسم ظل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. الجملة الفعلية (تمعد) فى محل نصب ، خبر ظل.
(٣) ديوان الهذليين ٢ ـ ٤٧ / شرح السكرى ٢ ـ ٦٨٦.