وفيه ورد الشرط بلا أداة بعد الطلب (العرض) فى قوله : (ألا أرضيتنى) ، والتقدير : ألا أرضيتنى إن ترد أن ترضينى فتقرب منى. فجملة الجواب لشرط بلا أداة (فتقرب) فعلية طلبية بالأمر ، فقرنت بالفاء.
ومنه قول المتنخل :
فاذهب فأىّ فتى فى الناس أحرزه |
|
من حتفه ظلم دعج ولا جبل (١) |
حيث جملة الجواب لشرط بلا أداة (أى فتى أحرزه) طلبية اسمية ، فقرنت بالفاء.
والآخر : إن جعلت المضارع المذكور بعد الطلب غير معلق به ، وجعلت الطلب مستغنيا عنه ، فكأنك ابتدأت بالمضارع ؛ رفعته. فتقول : أدّ التمرينات الرياضية ، تقوى على أداء عملك. ويكون الفعل المضارع (تقوى) مرفوعا ؛ لأنه مستأنف مبتدأ به ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، وكأنك أردت : فأنت تقوى على أداء ..
ومنه ما ذكره سيبويه من قول الأخطل :
وقال رائدهم أرسوا نزاولها |
|
فكلّ حتف امرئ يمضى لمقدار (٢) |
حيث المضارع (نزاول) مرفوع ، وذلك لعدم تعلقه بالفعل الأمرى قبله.
(أرسوا) ، فكأنه أراد : أرسوا إننا نزاول الحرب.
وقول عمرو بن الإطنابة الأنصارى :
يا مال والحق عنده فقفوا |
|
تؤتون فيه الوفاء معترفا (٣) |
(تؤتون) فعل مضارع مرفوع بعد الأمر (قفوا) لعدم بنائه عليه ، أو تعلقه به ، وإنما هو مبتدأ به ، كأنه قال : إنكم تؤتون فيه الوفاء معترفا.
__________________
(١) شرح السكرى لأشعار الهذليين ٣ ـ ١٢٨٣.
(٢) الكتاب ٣ ـ ٩٦. نزاولها : أى : نزاول الحرب.
(٣) الكتاب ٣ ـ ٩٦.