ـ قوله تعالى : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها) [التوبة : ١٠٣] (تطهر) فعل مضارع مرفوع بعد الأمر (خذ) ، ويوجه الإعراب باحتساب العائد عليه الضمير المستتر فى (تطهر) ، ذلك على النحو الآتى :
ـ إن كان التاء فى (تطهر) للخطاب ، فالفاعل الضمير المستتر فى الفعل يعود على الرسول صلّى الله عليه وسلّم وتكون الجملة الفعلية (تطهرهم) فى محلّ نصب على الحالية من الفاعل المستتر فى (خذ).
ويجوز أن تكون فى محل نصب ، صفة لصدقة ، مع احتساب الضمير العائد على الموصوف ، والتقدير : تطهرهم بها.
ـ إن كانت التاء للغيبة فإن الفاعل الضمير المستتر فى (تطهر) يعود على الصدقة ، وتكون الجملة الفعلية فى محل نصب ، نعت لـ (صدقة).
ـ قول مليح بن الحكيم :
تنبّه لبرق آخر الليل موصب |
|
رفيع السّنا يبدو لنا ثم ينضب |
تراه لتخفاق الجناح ودونه |
|
من النّير أو جنبى ضريّة منكب (١) |
الفعل المضارع (ترى) هو الواقع فى جواب الشرط بلا أداة التى تتلو الأمر (تنبّه) ، ويكون تقدير الكلام : تنبه إن تتنبه تره .. ولكنه ورد مرفوعا ؛ لأن الشاعر لا يريد التعليق ، فكأنه ابتدأ بهذه الجملة ، ولم يجعلها تدخل فى المعنى الأول ، وأصبح الأول مستغنيا عن الآخر ، ويمكن أن نتلمس فيه الأوجه الإعرابية الآتية :
أ ـ أن تكون الجملة فى محلّ جر ، نعت لـ (برق) ، والتقدير : لبرق مرئى.
ب ـ أن تكون فى محلّ نصب ، حال من فاعل (تنبه) ، والتقدير : تنبه لبرق رائيا إياه.
ج ـ أن تكون الجملة ابتدائية ، فيكون المعنى مقطوعا عن الأول ، فلا محلّ له من الإعراب.
__________________
(١) شرح السكرى ٣ ـ ١٠٥٠. موصب : دائم ، ينضب : يخفى ، السنا : الضوء ، النّير : جبل ، ضرية : أرض ، منكب : جانب منه.