قال سيبويه : «أدم يأدم أدمة وأدم يأدم وشهب يشهب وشهب يشهب شهبة ، وقهب يقهب قهبة وكهب يكهب كهبة وصدأ يصدأ صدأة وسود يسود» ، وأنشد لنصيب : [الطويل]
٥١٢ ـ سودت فلم أملك سوادي وتحته |
|
قميص من القوهيّ بيض بنائقه |
وقال غيره : ذرئت عينه ذرأ ، والذّرأة : البياض ، وقال الراجز : [الرجز]
٥١٣ ـ وقد علتني ذرأة بادي بدي |
|
ورثية تنهض في تشدّدي |
وقال الشاعر : [الطويل]
٥١٤ ـ لقد زرقت عيناك يابن مكعبر |
|
كما كلّ ضبّيّ من اللّؤم أزرق |
وأما قوله : إنما ترك الأخفش التعجب في عور وحول لأنّ أصله اعورّ واحولّ فخلاف ما عليه أهل العلم ، لأنّهم مجمعون على أنّ الأصل الثلاثي ، وما فيه زيادة فرع ، فحول أصل لاحولّ واحوالّ ، قال سيبويه : «وأمّا الفعل فأمثلة أخذت من لفظ أحداث الأسماء» فضرب واستضرب مأخوذان من الضرب ، لا أنّ ضرب من استضرب ولا استضرب من ضرب.
قال السخاوي : وهذا لا يلزم أبا جعفر لأنّه ردّ على الأخفش لا عليه ، وإنما يلام لو نقل عن الأخفش ما لم يقل ، وأيضا فإن ما ذكره عن سيبويه لا يلزم منه تخطئة الأخفش فيما ذهب إليه ، لأنه لم يقل : إن عور مأخوذ من اعورّ واعوارّ ، ولا إن حول مأخوذ من احولّ واحوالّ ، وإنما قال : إنه في معناه ، فكما لم يتعجب من ذلك لم يتعجب من هذا.
ثم قال محمد بن بدر : وأما قوله : «لو كان من الثلاثي لما قيل : حول وعور ولقيل : حال وعار بالقلب» فليس كما توهم ، وإنما صحت الواو لأنهم أرادوا بحول
__________________
٥١٢ ـ الشاهد لنصيب في ديوانه (ص ١١٠) ، وتاج العروس (سود) و (قوه) ، والأغاني (١ / ٣٣٣) ، والخصائص (١ / ٢١٦) ، والكتاب رقم (٩٣٨) ، وشرح المفصّل (٧ / ١٥٧) ، ولسان العرب (نبق) و (قوه) ، وبلا نسبة في كتاب العين (٥ / ١٨٠) ، وتاج العروس (نبق).
٥١٣ ـ الرجز لأبي نخيلة في لسان العرب (ذرأ) و (نهض) و (بدا) ، والأغاني (٢٠ / ٣٨٨) ، وسمط اللآلي (ص ٤٨٠) ، والمقتضب (٤ / ٢٧) ، والتنبيه والإيضاح (١ / ١٧) ، ولحميد بن ثور في تاج العروس (بدو) و (رثي) ، وليس في ديوانه ، وبلا نسبة في لسان العرب (بدا) ، والخصائص (٢ / ٣٦٤) ، وديوان الأدب (٤ / ٩) ، وجمهرة اللغة (ص ٦٩٦).
٥١٤ ـ الشاهد بلا نسبة في لسان العرب (زرق) ، وجمهرة اللغة (ص ٧٠٨) ، والمخصص (١ / ١٠٠) ، وتاج العروس (زرق).