نزعت قلبه بعد قلبه فهو في لعبة النرد موجود ، وقلبه (سما) فلا تناله الأحزاب والجنود ، وكلّ ما في الوجود إلى حاله يعود. به يضرب المثل ، ومنه انقطع الأمل ، ثلثاه حرف استفهام ، إن تعكس يطرد ذلك النظام ، وثلثه الأول كذلك ، وعكس ثلثيه يترك الحيّ هالكا في الهوالك. لا يوصف إلّا بالذهاب وليس له إلى هذا الوجود إياب. وهو ثلاثة وعدده فوق المائة ، وكم رجل يعدّ بفئة. وليس في الوجود ، بني وفيه أسّ ، ولكن لا في السماء ولا في الأرض ، ولا في هبوط ولا صعود. طرفاه اسم لبعض الرياحين العطرة ، وكلّه جزء من الياسمين لمن اعتبره. مكسور لا يجبر وغائب لا يستحضر. أقرب من رجوعه منال معكوسه يدركه العاقل بفكره وليس بمحسوسه. أبنه لا زلت تزيل الإشكال ، وتزين الأضراب والأشكال.
فكتب إليه الجواب :
وقف المملوك على هذا اللّغز الذي أبدعته ، وفهم بسعدك السرّ الذي أودعته. فوجدته ظرفا ، ملأته منك ظرفا ، واسما بني لمّا أشبه حرفا. ثلاثيّ الحروف ، ثلث ما انقسم إليه الزمان من الظروف. إن قلبته سما ، وأراك حرف تنفيس وما بقي منه (ما). ثلثاه (مس) ، وكلّه بالتحريك أمس. وهو بلا أول تصحيفه مبين ، وفي عكسه سم بيقين. التقى فيه ساكنان فبني على الكسر ، ووقع بذلك في الأسر. لا يتصرّف بالإعراب ولا يدخله تنوين في لسان الأعراب. يبعد من كل إنسان ، وينطق به وما يتحرّك به لسان. ولا يدرك باللمس ، ولا يرى وفيه ثلثا شمس. تتغيّر صيغته حال النسبة إليه ، ويدخله التنوين إذا طرأ التنكير عليه. متى بات فات ، ولم يعد له إليك التفات. أمين على ما كان من قربه ، يعجز كلّ الناس عن ردّه. فماضيه ما يردّ وثانيه ما يصدّ ، وطريق ثالثه ما يسد. [الطويل]
٣٥٠ ـ ثلاثة أيّام هي الدّهر كلّه |
|
وما هي غير اليوم والأمس والغد |
وقال ابن هشام في تذكرته (لغز) : إذا وقف على آخر الفعل الماضي بالسكون فإنه يقدّر فيه الفتحة ، حتّى لو وصل بما بعده لوصل بها. فهل تذكر مسألة يوقف فيها على آخر الفعل الماضي ، ولا ينوى فيها الفتح. ولو وصل لم يوصل بها ، فإن قيل عضّ فهو خطأ لأن هذا لا يصحّ أن تقول فيه : لا يجوز الوقف بالفتح.
وإنّما الجواب بقوله : [الرجز]
٣٥١ ـ لو أنّ قومي حين أدعوهم حمل |
|
على الجبال الصّمّ لا رفضّ الجبل |
__________________
٣٥١ ـ الشاهد بلا نسبة في شرح المفصّل (٩ / ٨٠).