ألغاز متفرقة
قال الشيخ بدر الدين الدّمامينيّ رحمه الله : [الطويل]
أيا علماء الهند إنّي سائل |
|
فمنّوا بتحقيق به يظهر السرّ |
فما فاعل قد جرّ بالخفض لفظه |
|
صريحا؟ ولا حرف يكون به الجرّ |
وليس بذي جرّ ولا بمجاور |
|
لذي الخفض والإنسان للبحث يضطر |
فمنّوا بتحقيق به أستفيده |
|
فمن بحركم ما زال يستخرج الدر |
أراد قول طرفة (١) : [الرّمل]
بجفان تعتري نادينا |
|
وسديف حين هاج الصّنّبر |
قال الخوارزميّ : [الكامل]
ما تابع لم يتّبع متبوعه |
|
في لفظه ومحلّه يا ذا الثبت؟ |
ماذا بعلم غير علم نافع |
|
بالغت في إتقانه حتّى ثبت؟ |
قال : والعجب أنّ هذا اللغز في أبياته صورة المسألة وهو قوله : ماذا بعلم غير علم نافع. ولمّا عرضه على الزمخشريّ قال له : لقد جئت شيئا إدّا أي : عجبا.
وقال بعض أدباء المغرب : [مخلع البسيط]
يا عالم النّحو أيّ فعل |
|
إن حلّه الهمز لم يعدّه؟ |
ثمّ هو بالعكس إن تعرّى |
|
منه. أبن يا نسيج وحده |
أراد أنك إذا قلت ضرّه تعدّى بنفسه ، وإذا قلت أضر لم يتعدّ إلّا بحرف الجرّ فتقول : أضرّ به. ولهم من هذا النمط أفعال كثيرة.
وفي (تذكرة ابن هشام) : هل يقال إن المبتدأ إذا كان موصولا مضمّنا معنى الشرط كان خبره صلته ، كما أن جملة الشرط هي الخبر ، وهي نظيرة الصلة. ويؤيّد ذلك أنّهم ربّما جزموا جوابه كقوله : [الطويل]
٣٥٢ ـ كذاك الّذي يبغي على النّاس ظالما |
|
تصبه على رغم قوارع ما صنع |
وهي مسألة يحاجى بها فيقال :
أين تكون الصلة لها محلّ وخبر المبتدأ ، إذا كان جملة لا محلّ له؟
لغز في حرف الكاف : قال الجمال يحيى بن يوسف الصرصريّ الشاعر المشهور ملغزا في حرف الكاف : [الوافر]
وحرف من حروف الخطّ ليست |
|
علامته على العلماء تخفى |
يكون اسما مع الأسماء طورا |
|
وطورا في الحروف يكون حرفا |
تراه يقدم الأسماء طرّا |
|
ويمنع من مشابهة وينفى |
__________________
(١) مرّ الشاهد رقم (٣٢١).