٣٦٧ ـ معاوي إنّنا بشر فأسجح |
|
فلسنا بالجبال ولا الحديدا |
فقد أهملت في التابع الباء وعملها ، مع وجودها ، ثم ثبت من كلام العرب مراعاتها مع عدمها كقول زهير (٢) :[الطويل]
بدا لي أني لست مدرك ما مضى |
|
ولا سابق شيئا إذا كان جائيا |
يروى بجرّ سابق على توهّم لست بمدرك ، وبيت سيبويه (٣) : [الطويل]
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة |
|
ولا ناعب إلّا ببين غرابها |
جرّ ناعب على تقدير ليسوا بمصلحين. ففي هذا بدع من الاعتبار أن يطرح الشيء مع وجوده ، ثم يعتبر مع عدمه.
ما ذو بناء مع تصدّر أتى |
|
حالاه في ذين مخالفان؟ |
يعني حكاية يونس من قول بعض العرب : ضرب من منا؟ لمن قال : ضرب رجل رجلا ، فهو سأل عن الضارب وعن المضروب منهما ، فأخرج من الاستفهاميّة عن بنائها وعن صدريّتها الواجبة لها ، وهو نادر في بابه.
فهذه سبعون بيتا أكملت |
|
قصيدة ملغوزة المعاني |
عقيلة قد سدلت ستورها |
|
تكشفها ثواقب الأذهان |
بكر عليها حجب كثيفة |
|
تقول للخطّاب : لن تراني |
حتّى تعاني في طلابي شدّة |
|
وينحل القلب المعنّى العاني |
والحمد لله الّذي عرّفنا |
|
من فضله عوارف الإحسان |
وصلّ يا ربّ على من أحكمت |
|
آياته في محكم القرآن |
فهذا تمام الشرح في طرز القصيدة اللغزيّة في المسائل النحويّة ممّا قيّده ناظمها إبانة لغرضه منها. والله والموفّق للصواب ، انتهى.
ويتلوه كتاب التبر الذائب في الأفراد والغرائب من الأشباه والنظائر لشيخنا الجلال السيوطيّ ، وهو القسم السادس ، تغمّده الله بالرحمة والرضوان.
__________________
٣٦٧ ـ الشاهد لعقبة أو لعقيبة الأسدي في الإنصاف (١ / ٣٣٢) ، والكتاب (١ / ١١٣) ، وخزانة الأدب (٢ / ٢٦٠) ، وسرّ صناعة الإعراب (١ / ١٣١) ، وسمط اللآلي (ص ١٤٨) ، وشرح أبيات سيبويه (ص ٣٠٠) ، وشرح شواهد المغني (٢ / ٨٧٠) ، ولسان العرب (غمز) ، ولعمر بن أبي ربيعة في الأزمنة والأمكنة (٢ / ٣١٧) ، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب (ص ١٦٠) ، ورصف المباني (ص ١٢٢).
(١) مرّ الشاهد رقم (٣٥٤).
(١ ـ) مرّ الشاهد رقم (٢٢١).