وصلتها ، وجاز إسناد يقال إلى الجملة كما جاز في (وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها) [الجاثية : ٣٢] ، هذا كلّه إن كان المعنى ما يقول الله لك إلا ما قد قيل ، فأما إن كان المعنى ما يقول كل كفار قومك من الكلمات المؤذية إلا مثل ما قد قال الكفار الماضون لأنبيائهم ، وهو الوجه الذي بدأ به الزمخشري ، فالجملة استئناف.
ومن ذلك (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى) [الأنبياء : ٣] ثم قال الله تعالى : (هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ) [الأنبياء : ٣] ، قال الزمخشري : هذا في موضع نصب بدلا من «النجوى» ، ويحتمل التفسير ، وقال ابن جني في قوله [من الطويل] :
٥٤٩ ـ إلى الله أشكو بالمدينة حاجة |
|
وبالشّأم أخرى كيف يلتقيان؟ (١) |
جملة الاستفهام بدل من «حاجة» و «أخرى» ، أي : إلى الله أشكو حاجتي تعذّر التقائهما.
الجملة السابعة : التابعة لجملة لها محل ، ويقع ذلك في بابي النّسق والبدل خاصة.
فالأول نحو : «زيد قام أبوه وقعد أخوه» إذا لم تقدّر الواو للحال ، ولا قدرت العطف على الجملة الكبرى.
والثاني شرطه كون الثانية أوفى من الأولى بتأدية المعنى المراد ، نحو : (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) [الشعراء : ١٣٢ ـ ١٣٤] فإن دلالة الثانية على نعم الله مفصلة ، بخلاف الأولى ، وقوله [من الطويل] :
٥٥٠ ـ أقول له ارحل لا تقيمنّ عندنا |
|
[وإلّا فكن في السّرّ والجهر مسلما](٢) |
فإن دلالة الثانية على ما أراده من إظهار الكراهية لإقامته بالمطابقة ، بخلاف الأولى.
قيل : ومن ذلك قوله [من الطويل] :
٥٥١ ـ ذكرتك والخطّيّ يخطر بيننا |
|
وقد نهلت منّا المثقّفة السّمر (٣) |
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو للفرزدق في خزانة الأدب ٥ / ٢٠٨ ، وشرح التصريح ٢ / ١٦٢ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٥٧ ، وليس في ديوانه ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ٤٠٨.
(٢) البيت من البحر الطويل ، وهو بلا نسبة في خزانة الأدب ٥ / ٢٠٧ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٤٠ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٣٩ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٠٠.
(٣) البيت من الطويل ، وهو لأبي العطاء السندي في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٥٦ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٤٠ ، وبلا نسبة في شرح المفصل.