وحينئذ لا ينتصب بـ «أعلم» على قول بعضهم بشرط تأويله بـ «عالم» ، والصواب انتصابه بـ «يعلم» محذوفا دلّ عليه «أعلم».
السابع : قوله تعالى : (فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) [البقرة : ٢٦٠] فإن المتبادر تعلّق «إلى» بـ «صرهنّ» ، وهذا لا يصحّ إذا فسّر «صرهنّ» بـ «قطّعهنّ» ، وإنما تعلّقه بـ «خذ» ؛ وأما إن فسّر بأملهنّ فالتعلّق به ؛ وعلى الوجهين يجب تقدير مضاف ، أي : إلى نفسك ؛ لأنه لا يتعدّى فعل المضمر المتّصل إلى ضميره المتّصل إلا في باب «ظنّ» ، نحو : (أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) (٧) [العلق : ٧]. (فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ) [آل عمران : ١٨٨] فيمن ضمّ الباء ، ويجب تقدير هذا المضاف في نحو : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ) [مريم : ٢٥] ، (وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ) [القصص : ٣٢] ، (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) [الأحزاب : ٣٧] ، وقوله [من المتقارب] :
٦٩٥ ـ هوّن عليك فإنّ الأمور |
|
بكفّ الإله مقاديرها (١) |
وقوله [من الطويل] :
٦٩٦ ـ ودع عنك نهبا صيح في حجراته |
|
[ولكن حديثا ما حديث القواعل](٢) |
قوله : «حجراته» بفتحتين أي : نواحيه ، وقول ابن عصفور إن «عن» و «على» في ذلك اسمان كما في قوله [من الطويل] :
٦٩٧ ـ غدت من عليه بعد ما تمّ ظمؤها |
|
[تصلّ ، وعن قيض بزيزاء مجهل](٣) |
وقوله [من الكامل] :
٦٩٨ ـ فلقد أراني للرّماح دريئة |
|
من عن يميني مرّة وأمامي (٤) |
__________________
(١) البيت من المتقارب ، وهو للأعور الشني في الدرر ٤ / ١٣٩ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٣٣٨ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٢٧ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧ / ٦٢ وخزانة الأدب ١٠ / ١٤٨.
(٢) البيت من البحر الطويل ، وهو لامرىء القيس ، انظر : الجمل في النحو ص ٨٧ ، والأغاني ٩ / ١١٣ ، ومجمع الأمثال ١ / ٢٦٨.
(٣) البيت من الطويل ، وهو لمزاحم العقيلي في ديوانه ص ١١ ، وأدب الكاتب ص ٥٠٤ ، والأزهية ص ١٩٤ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٤٧ ، والدرر ٤ / ١٨٧ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٣٣٠ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٢٥.
(٤) البيت من البحر الكامل ، وهو لقطري بن فجاءة في ديوانه ص ١٧١ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٥٨ ، والدرر ٢ / ٢٦٩ ، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٢٥٥ ، والأشباه والنظائر ٣ / ١٣.