تنبيهان ـ الأول : من مشكل التراكيب التي وقعت فيها كلمة «غير» قول الحكميّ [من الرمل] :
٤٥ ـ غير مأسوف على زمن |
|
ينقضي بالهمّ والحزن |
وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن «غير» مبتدأ لا خبر له ، بل لما أضيف إليه مرفوع يغني عن الخبر ، وذلك لأنه في معنى النفي ، والوصف بعده مخفوض لفظا وهو في قوّة المرفوع بالابتداء ، فكأنه قيل : ما مأسوف على زمن ينقضي مصاحبا للهمّ والحزن ، فهو نظير «ما مضروب الزيدان» ، والنائب عن الفاعل والظرف ، قاله ابن الشجري وتبعه ابن مالك.
______________________________________________________
بناء غير ، وليس كذلك ؛ إذ بناؤها من قبيل الجائز لا الواجب فتأمله.
(تنبيهان :
الأول من مشكل التراكيب التي وقعت فيها كلمة غير قول) أبي نواس (الحكمي) بفتح الحاء المهملة والكاف.
(غير مأسوف على زمن |
|
ينقضي بالهم والحزن (١) |
وفيه ثلاثة أعاريب :
أحدها أن غيرا مبتدأ لا خبر له بل لما أضيف إليه) وهو المبتدأ في الحقيقة (مرفوع يغني عن الخبر) وهذا كقولهم : يسد مسد الخبر ، وفيه نظر نقرره إن شاء الله تعالى في محله من الباب الرابع (وذلك ؛ لأنه) أي : لأن غيرا في معنى النفي والوصف الواقع (بعده مخفوض لفظا) بإضافة غير إليه (وهو في قوّة المرفوع بالابتداء) فحركة الرفع التي على غير هي التي يستحقها هذا الاسم بالأصالة ، لكنه لما كان مشغولا بحركة الجر لأجل الإضافة جعلت حركته التي كانت له بطريق الأصالة من حيث هو مبتدأ على غير بطريق العارية ، كما مر في غير الاستثنائية (وكأنه قيل : ما مأسوف على زمن ينقضي مصاحبا للهم والحزن) وهما مترادفان ، وقد مر الكلام على فائدة مثل هذا العطف في أول الشرح (فهو نظير ما مضروب الزيدان والنائب عن الفاعل الظرف قاله ابن الشجري ، وتبعه ابن مالك) فقال في «التسهيل» : وأجري في ذلك غير قائم ونحوه مجرى ما قائم وهذا الوجه ذكره ابن الحاجب ، لكنه جعله محتملا وصرح بأن الثاني أحسن.
__________________
(١) البيت من البحر المديد ، وهو لأبي نواس في الدرر ٢ / ٦ ، وأمالي ابن الحاجب ص ٦٣٧ ، وخزانة الأدب ١ / ٣٤٥ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣ / ٩٤. ا ه. انظر : المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية ٨ / ٢١٩.