هي ، نعم هي كذلك تكون متعلقة للأمر فإنه طلب الوجود. فافهم (١).
توضيحه
عند ما يتعلّق الأمر بالصّلاة ـ مثلاً ـ فإنّها إذا وجدت كان لها لوازم ، من المكان والزّمان الخاصّين بها ، ومن غير ذلك ، فعلى القول بتعلّق الأمر بالطّبيعة تكون هذه الخصوصيّات اللاّزمة للوجود خارجةً من تحت الطلب ، وعلى القول بتعلّقه بالفرد داخلة تحته ... هذا ما ذكره أوّلاً. لكنّه غيّر التعبير فقال : إن الغرض متعلّق بنفس الطبيعة ، وإن نفس وجودها السعي ـ بما هو وجودها ـ تمام المطلوب ، من دون نظرٍ إلى خصوصيّاتها الخارجيّة وعوارضها العينيّة ، وإن كان ذاك الوجود لا يكاد ينفكّ في الخارج عن الخصوصيّة.
والحاصل : تارةً : ننظر إلى الطبيعة بما هي موجودة فنقول : المطلوب في ب (أَقِمِ الصَّلاةَ) (٢) مثلاً هو وجود طبيعة الصّلاة ، لا هذا الوجود منها أو ذاك من الوجودات الخاصة ، وأُخرى : ننظر إليها مجرّدةً عن لوازم وجودها وأمارات تشخّصها ونقول بأن المطلوب هو وجود الطبيعة ، وتلك العوارض واللوازم غير داخلة في الطلب ... وعلى كلّ تقديرٍ ، فإنّ تمام المطلوب هو الطبيعة ـ لا هذا الفرد أو ذاك ـ تلك الطبيعة التي هي ملزوم اللّوازم والمشخّصات ، أمّا هي ، فخارجة عن تحت الطلب وإن كانت الطبيعة غير منفكّة عنها.
هذا ، وقد أشار بأمره بالفهم إلى أنه لا يمكن أن يكون الأمر طلب الوجود ، بل الأمر نفس الطلب ، فالوجود خارج من الأمر.
وأمّا دليله على ما ذهب إليه من أن متعلّق الأمر هو الطبيعة ، فالوجدان ، يعني
__________________
(١) كفاية الأُصول : ١٣٨.
(٢) سورة الإسراء : ٧٨.