واستدلّ في (الكفاية) (١) على عدم ترتّب الثواب والعقاب على الواجب الغيري بوجهين ، أحدهما : حكم العقل بعدم الاستحقاق واستقلاله بذلك. والآخر : إنّ الثواب والعقاب من آثار القرب والبعد عن المولى ، والواجب الغيري لا يؤثّر قرباً أو بُعداً عن الله ، بل المؤثّر في ذلك هو الواجب النفسي ... نعم لو كان لواجب نفسي مقدّمات كثيرة ، فإنّه يثاب على الإتيان بتلك المقدّمات من باب «أفضل الأعمال أحمزها» (٢).
وقال المحقّق الأصفهاني ما محصّله :
إنّ هذا الوجوب بما أنه مقدّمة للوجوب النفسي ولا غرض منه إلاّ التوصّل إليه ، فهو معلول له ، والانبعاث إنّما يكون من الأمر النفسي المتعلّق به الغرض الاستقلالي ، وأمّا تحرّك الإنسان نحو المقدّمة فهو بالارتكاز ، ولذا يكون الواجب المقدّمي مغفولاً عنه ، وتحرك الإنسان نحوه يكون بالارتكاز ، فكلّ الآثار مترتّبة على الواجب النفسي (٣).
أقول :
والإنصاف : إن ما ذكر لا يكفي لأن يكون وجهاً لعدم استحقاق الثواب على امتثال الواجب الغيري ، بل قال السيد الأُستاذ : بأنه لا يخرج عن كونه وجهاً صوريّاً (٤).
وأشكل عليه شيخنا دام بقاه : بأن مورد البحث هو حيث يكون المكلّف
__________________
(١) كفاية الأُصول : ١١٠.
(٢) خبر مشهور بين الخاصّة والعامة كما في البحار ٧٩ / ٢٢٩.
(٣) نهاية الدراية ٢ / ١١٣.
(٤) منتقى الأُصول ٢ / ٢٣٧.