جهته ، ولا يشعرون بالحاجة إلى رصده بدقة وبفعالية ..
٣ ـ إنه «صلىاللهعليهوآله» قد أوضح أيضا : أنه يريد أن يقطع عن اليهود المدد من جهة الشام ، سواء أكان المدد مالا ، أم رجالا ، أم عتادا ، أم طعاما ، أم غير ذلك.
٤ ـ إنه «صلىاللهعليهوآله» يريد أيضا : أن يحول بين اليهود وبين حلفائهم من غطفان ، وسيأتي : أن هذا هو ما حصل بالفعل ، وذلك حين جاءت غطفان لمعونتهم ، ثم تراجعت خوفا من أن يتمكن «صلىاللهعليهوآله» من مهاجمة ديارهم وأهليهم.
التطير والتفاؤل :
واللافت هنا قولهم : إن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد طلب من الدليل أن يسمي له الطرق إلى خيبر ؛ لأنه كان يحب الفأل الحسن ، فسماها له ، فاختار أحدها.
ونقول :
أولا : إن من الواضح : أن طلب تسميتها ليس بالضرورة أن يكون من أجل أن يتفاءل بأسمائها ، فإن ذلك بعيد عن شأن النبي «صلىاللهعليهوآله» ومقامه. وقد تكلمنا عن بعض ما يرتبط بذلك في جزء سابق من هذا الكتاب.
ثانيا : إن من جملة الطرق التي سماها الدليل طريقا باسم «شاس» وليس في هذه الكلمة التفاؤل ، أو التشاؤم.
ثالثا : من أين ثبت لهم : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد رفض السير في تلك الطريق من منطلق التشاؤم والتفاؤل ، فقد يكون الغرض هو :