فقال «عليهالسلام» : علام أقاتلهم ، كما سيأتي إن شاء الله ..
جبرئيل يحب عليا عليهالسلام :
ثم يأتي إخباره «صلىاللهعليهوآله» عن ضحك جبرئيل حين نادى «عليهالسلام» في الناس بكلامه «صلىاللهعليهوآله».
فإن ما يثير الانتباه هو : أن ذلك قد جاء توطئة للإعلان بحب جبرئيل «عليهالسلام» ، وحب الله تعالى لأمير المؤمنين «عليهالسلام» ، وهو الحب الذي لم يوجب له «عليهالسلام». أي نوع من أنواع الغرور غير المقبول ، بل هو قد بادر إلى هضم نفسه ، ولم يعطها مداها ، ولا أتاح الفرصة لأن يتوهم أي كان أن لها أي دور ، أو تأثير سلبي في أي شأن من شؤونه «عليهالسلام» ..
مع أنه هو الذي سيفتح الله تعالى خيبر على يديه ، وسوف يتمنى المنهزمون الذين كانوا يجبّنون أصحابهم ، ويجبنهم أصحابهم : أن يعطيهم الرسول «صلىاللهعليهوآله» الراية ، التي لا نشك في أنهم لو حصلوا عليها ، فسوف يفرون بها من جديد ، مرة بعد أخرى ..
وقد جاء بيان ذلك كله .. في سياق إعطاء الأمان لمن دخل النخل ، ليكون ذلك بمثابة إعلان لهم : بأن هذا الذي سوف يقتل فرسانهم ، ويفتح حصونهم ، هو إنسان قريب من الله سبحانه وهو له حبيب .. وليس مجرد فارس شجاع ، وبطل فاتك ، لا يبالي بإزهاق الأرواح ، ولا يهدف في حروبه تلك إلى أن يفرض إرادته على الآخرين بالجبروت وبالقهر ، وقوة السلاح ..