ويزيد هذه الحالة حدة فيهم ، تعالي الصرخات ، واختلاط الأصوات ، والصخب ، والعجيج والضجيج.
وهذا يفسر لنا : أمره «صلىاللهعليهوآله» لأصحابه بأن يربعوا على أنفسهم ، ويخففوا من غلوائهم ، ويخفضوا أصواتهم ، حتى لو كانوا يجهرون بكلمة «الله أكبر».
فقد كان ثمة حاجة إلى الهدوء والتعقل ، ليمكن النظر إلى الأمور والأحجام ، والقدرات بواقعية واتزان ، بعيدا عن الانتفاخات والتضخيمات الصوتية وغير الواقعية ..
ثم .. إنه «صلىاللهعليهوآله» صرح لهم بالحقيقة وطلب منهم ترديدها في عملية تلقين عفوية للنفس ، وإدراك للعقل ، وتلمس للوجدان ، حين دلهم على كلمة هي كنز الجنة ، يتعلمون منها : أن قدرتهم ليست بكثرة جمعهم ، ولا بجودة سلاحهم ، ولا بقدراتهم الذاتية وشجاعتهم ؛ إذ «لا حول ولا قوة إلا بالله».
المطلوب هو الخير لا الغنائم :
روى ابن إسحاق ، عن أبي مغيث بن عمرو. ومحمد بن عمر عن شيوخه ، قالوا : إن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لما أشرف على خيبر ـ وكان وقت الصبح ـ قال لأصحابه : «قفوا». فوقفوا.
فقال : «اللهم رب السموات السبع وما أظللن ، ورب الأرضين السبع وما أقللن ، ورب الشياطين وما أضللن ، ورب الرياح وما أذرين ، فإنّا نسألك من خير هذه القرية وخير أهلها ، ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها. أقدموا بسم الله».