وفي نص آخر : عن أبي المفضل ، عن رجاء بن يحيى العبر تائي الكاتب ، عن محمد بن خلاد الباهلي ، عن معاذ بن معاذ ، عن ابن عون ، عن هشام بن زيد ، عن أنس بن مالك ، قال :
سألت رسول الله «صلىاللهعليهوآله» عن حوارييّ عيسى «عليهالسلام» ، فقال : كانوا من صفوته وخيرته ، وكانوا اثني عشر ، مجردين ، مكمشين في نصرة الله ورسوله ، لا زهو فيهم ، ولا ضعف ، ولا شك ، كانوا ينصرونه على بصيرة ونفاذ ، وجدّ وعناء.
قلت : فمن حواريك يا رسول الله؟
فقال : الأئمة من بعدي اثنا عشر ، من صلب علي وفاطمة ، هم حواريي ، وأنصار ديني عليهم من الله التحية والسلام (١).
لماذا تعظيم الزبير؟!
من الواضح : أن سياسة هؤلاء تقضي بتعظيم كل من ناوأ علي بن أبي طالب «عليهالسلام» وحاربه ، فمن الطبيعي إذا أن نجدهم يهتمون بمنح الزبير الأوسمة وأن ينحلوه الكثير من البطولات التي لا يستحقها ، بل من الطبيعي أن يختلسوا مواقف أمير المؤمنين «عليهالسلام» ويمنحوها لأعدائه الذين أحبوهم لبغضهم عليا «عليهالسلام» ، والزبير ـ كما هو معلوم ـ قاد جيشا وحارب عليا «عليهالسلام» وتسبب بقتل الألوف من المسلمين والمؤمنين ، ولكن الدائرة قد دارت عليه حتى قتل وهو منهزم كما دلت عليه
__________________
(١) البحار ج ٣٦ ص ٣٠٩ وكفاية الأثر ص ١٠.