الوجه الذي أريق في فرار عمر المتعاقب وكذلك فرار أبي بكر ، وغير هما. حتى صح أن تستعمل في حقهما صيغة المبالغة وهي كلمة : «فرّار» (أي كثير الفرار) في مقابل «الكرّار» (أي كثير الكر). وهو علي «عليهالسلام» دون سواه ..
قتل مرحب في القموص لا في الصعب :
وقد فهم من الرواية المتقدمة : أن قول النبي «صلىاللهعليهوآله» :
«لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله الخ ..» كان في حصون النطاة ، وبالذات في الحصن الصعب ، مما يعني : أن فرار عمر وأبي بكر ، وغيرهما ، وانهزامهم ، وهم يجبّنون أصحابهم ويجبّنهم أصحابهم ، قد كان في هذا الحصن بالذات.
مع أن كلمة المؤرخين متفقة والنصوص متضافرة ، والروايات متواترة في أن محمود بن مسلمة قد قتل في حصن ناعم ، وأن فرار عمر وأبي بكر ومبارزة مرحب وقتله على يد علي «عليهالسلام» ، ثم قلع باب الحصن ، إنما كان في حصن القموص. وذلك بعد فتح حصون النطاة ، وحصون الشق كلها ، بل إن القموص آخر حصون خيبر فتحا ، أو قبل آخرها.
إلا أن يقال : إن مراد الرواية هو وصف الحصن بأنه صعب ولذلك أدخل الألف واللام على كلمة الحصن ، وليس المراد الحصن المسمى بحصن الصعب بن معاذ.
وهذا يبقى مجرد احتمال ، ولكنه احتمال ليس بالقوي.