وأما إذا كانت هذه الأسلحة قد هيأها أهل الحصن للدفاع بها عن حصنهم ، فاللازم هو : أن يعرف زعماء اليهود ، والقيمون على أمر الحرب بالموضع الذي وضعت فيه ، ليستفيدوا منها حين تعرض الحاجة ، إذ لا يعقل أن يكونوا قد نسوا هذه الأسلحة ، أو نسوا موضعها ..
وفي جميع الأحوال نقول :
لم يكن هذا اليهودي هو الزعيم الأوحد لليهود كلهم ، ولا ملّكوه أسرار حصونهم ، ولم يجعلوا أسلحتهم تحت سلطته ، ليتولى هو تغييبها عنهم وعن غيرهم.
لماذا خص النبي صلىاللهعليهوآله ابن مسلمة بخطابه؟!
وقد ذكرت الرواية المتقدمة أيضا : أنه «صلىاللهعليهوآله» ، قال لمحمد بن مسلمة : لأعطين الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ، ويحبانه.
غير أننا نقول :
أولا : لا بد أن نسأل من جديد : لماذا يتم توجيه الخطاب لمحمد بن مسلمة دون سواه؟! فهل هو بهدف التعريض به لأنه كان قد فرّ في تلك الأيام السبعة ، التي كان النبي «صلىاللهعليهوآله» يخرجه فيها إلى القتال .. حتى صح أن يطلق عليه اسم فرّار؟!
ولماذا وعده بأن يمكنه الله تعالى من قاتل أخيه ، مع أن ابن مسلمة نفسه لم يتمكن من ذلك طيلة تلك المدة ، وما بعدها وإلى آخر أيام حرب خيبر .. حيث إن عليا «عليهالسلام» هو الذي تمكن من ذلك القاتل ، وليس ابن مسلمة ..