يستبطن جواز الفناء على الله تعالى ، وأنه لو لم يحصل الفداء له ، لأمكن أن تحل المصيبة به ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
ارتجاز عامر لرسول الله صلىاللهعليهوآله :
وقد يقال : إن الذي كان يرتجز لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» في أسفاره هو البراء بن مالك ، لا عامر بن الأكوع.
ويجاب : بأن المقصود : أنه كان يرتجز له في غالب أسفاره ، أو في بعضها كما صرحت به بعض الروايات (١).
الإستغفار أمارة الشهادة :
وقد ذكرت الروايات المتقدمة : أن عمر بن الخطاب قد خاف على عامر ، حتى قال لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» : لو لا أمتعتنا بعامر. وذلك لأن النبي «صلىاللهعليهوآله» كان إذا استغفر لإنسان استشهد.
غير أننا نقول : إن ذلك لا يمكن قبوله :
فأولا : لم يثبت : أنه «صلىاللهعليهوآله» استغفر لعامر ، فقد اختلفت الروايات في ذلك ، حيث يقول بعضها : إنه «صلىاللهعليهوآله» قال : يرحمهالله.
ثانيا : لنفرض : أنه قد ثبت استغفار النبي «صلىاللهعليهوآله» لعامر ، ولكن قولهم : إنه ما استغفر «صلىاللهعليهوآله» لإنسان يخصه إلا استشهد ..
لا يمكن أن يصح ، لأن كتب الحديث والتاريخ مشحونة بالأخبار المصرحة باستغفاره «صلىاللهعليهوآله» للكثيرين من صحابته ، ولم يصبهم
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٢.