فإننا لا نجد في رواية الراحلة أية دواع للكذب ، والافتعال ، بينما تكون هذه الدواعي متوفرة بالنسبة لمحمد بن مسلمة ، حسبما أشرنا إليه عدة مرات ، وربما نشير إلى ذلك أيضا فيما يأتي ..
٣ ـ بل إن بعض النصوص قد صرحت : بأنه «صلىاللهعليهوآله» قد اختار ذلك المكان ليحول بين أهل خيبر وغطفان ..
وربما تكون الراحلة ، قد حددت الموضع ، ثم جاء التصريح من النبي «صلىاللهعليهوآله» : بأن النزول في ذلك المكان بعينه سوف يقطع طريق الاتصال بين اليهود ، وبين غطفان ..
د : بناء المسجد في خيبر :
وليس من قبيل الصدفة : أن يبادر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لبناء مسجد له في خيبر ، فإن ذلك يتضمن الإيحاء للمسلمين بالنتائج الإيجابية لهذه الحرب التي يقدمون عليها.
كما أنه إشارة ، بل إعلان ليهود خيبر بثقته «صلىاللهعليهوآله» بالنصر عليهم ، وبظهور الإسلام في بلادهم رغما عنهم ..
صوابية تدبير اليهود :
قالوا : «ابتدأ رسول الله «صلىاللهعليهوآله» من حصونهم بحصون النطاة. وقيل : ابتدأ بحصون الكتيبة ؛ لأنهم أدخلوا عيالهم وأموالهم في حصون الكتيبة ، وجمعوا المقاتلة في حصون النطاة» (١).
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٣.