السلام ، المؤمن :
ورغم أن الله مالك ، وأن مقتضى ألوهيته أن يكون عباده مطيعين ، خاضعين ، منقادين له .. فإن الناس ، سواء في ذلك الملوك أم السوقة يستكبرون على ربهم ، ولا يخضعون ، ولا ينقادون له ، ولا يطلبون حاجاتهم منه ، ولا يعترفون بضعفهم أمام قوته ، وبنقصهم أمام كماله ، وبفقرهم أمام غناه و .. و ..
ولكنه تبارك وتعالى لا يعاملهم بما يستحقون ، ولا يعاجلهم بالعقوبة على ما يقترفون ، ولا يبادرهم بالانتقام رغم أنهم مجرمون. بل هو السلام الحاني ، والمؤمن لهم من كل ما يخافون ويحذرون ، وهو التواب على من تاب ، والمؤمن لهم من العذاب.
أما سلام الملوك ، فإنه يفرض بالقوة ، وهو ليس في حقيقته سلام ، بل هو إذلال وقهر .. ولذلك الأمن الذي يأتي من قبلهم فإنه يكون خوفا واستكانة ، واستخذاء ، وخمودا ..
المهيمن :
ولم تكن صفة السلام والمؤمن فيه تعالى ، من أجل أنه فاقد للسيطرة ، وغير متمكن من الإمساك بمقاليد الأمور بسبب قلة خبرة ، أو انحسار سلطان ، أو ضعف في مستوى مراقبة الأحوال ..
بل من أجل أنه تعالى : يمنح السلام والأمن لمستحقيه وطالبيه من موقع الشاهدية ، والرقابة ، والإمساك بالأمور بصورة حقيقية ، وبقدرة وفاعلية ، فكان المهيمن والشاهد. لا بواسطة الاستعانة بغيره ، ولا بالاعتماد