فالكلام المتقدم من إنشاء أمير المؤمنين «عليهالسلام» ، ولكن الأيدي الخائنة التي تسعى إلى تزوير الحقائق ، وإلى سرقة جواهر كلام علي «عليهالسلام» ، قد نسبت ذلك إلى عمرو بن أمية. ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ، والمشركون ، وأن يفتضح الفجار والمزورون لحقائق الدين والإيمان ، وأن يحل بهم الخزي والعار ، وأن يصيبهم الخذلان والخزي ، والبوار ، ويكون فيهم كالنار على المنار ، وكالشمس في رابعة النهار ، وينتقم منهم في الدنيا والآخرة العزيز الجبار.
كتاب النجاشي الأول إلى النبي صلىاللهعليهوآله :
وقالوا أيضا : إن النجاشي أحضر جعفرا رضوان الله تعالى عليه وأصحابه ، وأسلم على يديه لله رب العالمين ، وكتب بذلك إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «بسم الله الرحمن الرحيم.
إلى محمد رسول الله ، من النجاشي الأصحم بن أبجر.
سلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته ، من الذي لا إله إلا هو ، الذي هداني للإسلام.
أما بعد ..
فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى ، فورب السماء والأرض ، إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت ثفروقا (١) إنه كما قلت ، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا ، وقد قربنا ابن عمك وأصحابه ، فأشهد أنك
__________________
(١) الثفروق : الأقماع التي تلصق بالبسر.