تقديم :
فقد كانت هدنة الحديبية قد أعطت الانطباع بأن المسلمين قد أصبحوا قوة كبيرة ، فرضوا هيبتهم في المنطقة بأسرها .. الأمر الذي دعا قريشا إلى القبول بالهدنة ، بعد أن أنهكتها الحروب المتتالية معهم ..
بل إنه «صلىاللهعليهوآله» أصبح يعمل على نشر دعوته في كل بقاع الدنيا ، وهو يرسل إلى أعظم ملوك الأرض ـ طالبا منهم الدخول في دينه ـ في خطاب قوي وحازم.
ولم يعد في المحيط الذي يعيش فيه قوة كبيرة متماسكة ، يمكن أن يحسب لها حساب ، إلا يهود منطقة خيبر ، الذين كانوا قادرين على تجهيز عشرة آلاف مقاتل ، بل أكثر من ذلك. وهي قوة لا يستهان بها ، إذ لديهم حصون منيعة ، وقدرات اقتصادية ، ولسوف تكون المواجهة صعبة معهم ، ولا سيما إذا أرادوا اتباع أسلوب التسويف ، وإتلاف الوقت ، بالاستفادة من الحصون الكثيرة التي تحت يدهم ، التي كان فيها من المؤن ، والأقوات ما يكفي لأشهر طويلة.
وليبقى الجيش الإسلامي ، الذي لم يكن يملك الكثير من ذلك ، ليبقى في العراء يعيش الملل ، ويكابد لحظات الانتظار الطويلة ، والثقيلة ، دون أن