وهذا معناه : أن كل قتال شرعه الإسلام ، إنما شرعه وفق هذه النظرة ومن خلالها ، إذ لا مجال للتناقض والاختلاف في دين الله سبحانه وتعالى ، فهذا التشريع إنما كان بهدف حفظ البشرية ، ومن أجل إزاحة مصادر الخطر عنها ، واستئصال جراثيم سرطانية ، لا مجال للحياة معها.
اليهود ، وكلمة التوحيد :
وقد قال «صلىاللهعليهوآله» لعلي «عليهالسلام» : قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وهذا يشير إلى أن توحيد اليهود مشوب بالشرك أو بغيره من المعاني التي تنافيه ، وتخرجه عن حقيقته ، مثل اعتقادهم بأن عزيرا ابن الله ، واعتقادهم بالتجسيم الإلهي ، ونسبة أمور مشينة إلى الذات المقدسة ، مثل أن يده ـ سبحانه ـ مغلولة ، وكذلك نسبة الظلم ، والعجز إليه تبارك وتعالى ، وغير ذلك.
التدرج في الاعتقادات ، وفي الأحكام :
وقد جعل النبي «صلىاللهعليهوآله» ميزان حفظ الأموال ، وحقن الدماء .. شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، كما اتضح من جواب النبي «صلىاللهعليهوآله» لعلي «عليهالسلام» ..
وذلك : لأن للاعتقادات مراتب ، ولكل مرتبة منها آثارها .. فالاعتراف بوجود الله سبحانه ، وبأن له رسلا وكتبا ، وشرائع ـ كما هو الحال في أهل الكتاب ـ أقل قبحا من الإلحاد ، ومن الشرك.
ولذلك كانت لهؤلاء أحكام تختلف عن أحكام أولئك ، فيجوز مثلا التزويج بالكتابية متعة ، ولا يجوز تزويجهم مطلقا ، ويصح أيضا اعتبارهم من أهل الذمة ، ويمنع التعرض لهم في ممارساتهم الدينية ، وفق حدود وقيود