إخلاص النجاشي :
ومما يدل على مدى محبة النجاشي لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» واهتمامه بظهور أمره ، وإعزاز دينه ، ما روي عن أبي عبد الله «عليهالسلام» قال : «أرسل النجاشي إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه ، فدخلوا عليه ، وهو في بيت جالس على التراب ، وعليه خلقان الثياب.
قال : فقال جعفر «عليهالسلام» : فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال ، فلما رأى ما بنا ، وتغير وجوهنا قال :
الحمد لله الذي نصر محمدا ، وأقر عينه ، ألا أبشركم؟
فقلت : بلى أيها الملك.
فقال : إنه جاءني الساعة من نحو أرضكم عين من عيوني هناك ، فأخبرني أن الله عزوجل قد نصر نبيه محمدا «صلىاللهعليهوآله» ، وأهلك عدوه ، وأسر فلان وفلان وفلان ، التقوا بواد يقال له : بدر ، كثير الأراك ، لكأني أنظر إليه حيث كنت أرعى لسيدي هناك ، وهو رجل من بني ضمرة.
فقال له جعفر : أيها الملك ، فما لي أراك جالسا على التراب ، وعليك هذه الخلقان؟
فقال له : يا جعفر ، إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى «عليهالسلام» : أن من حق الله على عباده أن يحدثوا له تواضعا عند ما يحدث لهم من نعمة ، فلما أحدث الله عزوجل لي نعمة بمحمد «صلىاللهعليهوآله» أحدثت لله هذا التواضع.
فلما بلغ ذلك النبي «صلىاللهعليهوآله» قال لأصحابه : إن الصدقة تزيد صاحبها كثرة ، فتصدقوا يرحمكم الله ، وإن التواضع يزيد صاحبه رفعة ،