وقد رجحوا : أنه قد ركب الحمار في الطريق إلى خيبر ، ثم ركب الفرس ، حين نشب القتال ..
وأما الحديث الذي صرح : بأن الناقة مأمورة ، فلا دلالة فيه على أنه «صلىاللهعليهوآله» كان راكبا عليها.
وحتى لو دل على ذلك ، فإنه يصبح متعارضا مع حديث ركوبه للحمار ، أو الفرس ، حسبما أوضحناه ..
وفي جميع الأحوال نقول :
إذا كان راكبا للفرس ، فلماذا لا تركب هي على الناقة ، أو الحمار؟ وإن كان راكبا على الحمار فيمكن أن تركب هي الناقة أو الفرس ، وكذا لو كان قد ركب الناقة ، فالحمار والفرس صالحان للركوب ، فلا حاجة ـ في جميع الأحوال ـ إلى إردافها خلفه «صلىاللهعليهوآله» ..
إختيار الطريق إلى خيبر :
وعن حديث طلب النبي «صلىاللهعليهوآله» من الدليل : أن يأخذ بهم في صدور الأودية ، حتى يأتي بهم إلى خيبر من جهة الشام ، نقول :
١ ـ إنه «صلىاللهعليهوآله» يكون بذلك قد تحاشى الظهور على قمم الجبال ، وعلى جوانبها التي تظهر للرائي البعيد ، لكي يتحاشى رؤية الناس لجيشه الضارب ، ويكون في منأى عن مواقع الرصد التي ربما يكون العدو قد أقامها في المواقع المشرفة ..
٢ ـ إنه «صلىاللهعليهوآله» قد اختار أن يسلك الدليل طريقا تؤدي بهم إلى خيبر من جهة الشام ، وهو الطريق الذي يشعر اليهود بالأمن من