وسيأتي الكلام حول ذلك ، وأنه مكذوب ومختلق.
ولنا مع هذه النصوص وقفات عديدة ، نكتفي منها بما يلي :
قطع رأس مرحب لماذا؟!
بالنسبة لما روي من أن عليا «عليهالسلام» قد قطع رأس مرحب ، وجاء به إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، نقول :
أولا : هو أمر لم نعهده منه «عليهالسلام» في مختلف مواقفه الجهادية ..
وثانيا : إننا لا نرى مبررا لتصرف كهذا. فإن النبي «صلىاللهعليهوآله» وكذلك علي «عليهالسلام» لم يكونا ممن يرغب في التشفي من الأشخاص ، لا في حياة أولئك الأشخاص ، ولا بعد مماتهم ، بل كانا يريدان دفع الفساد ، وإقامة الدين.
ثالثا : إنه إذا كان «عليهالسلام» قد شق رأس مرحب وجسده نصفين حتى بلغ السرج (١) ، كما ذكرته بعض الروايات ؛ فإن قطع الرأس في هذه الحال يصبح بمثابة جمع أشلاء ، وحمل قطع ذات منظر مثير ، وهو أمر لا يليق فعله بالإنسان العادي ، فكيف بأنبل الناس ، وأشرفهم ، وأكرمهم؟!
صفية تتدخل لمصلحة ولدها :
وأما قصة الزبير ، وأن أمه قد خافت عليه ، حين برز لذلك اليهودي. فنحن نشك في صحتها. وذلك لما يلي :
أولا : إنهم يقولون : إن هذه القضية قد حصلت في بني قريظة ، حيث
__________________
(١) معارج النبوة ص ٣٢٣ و ٢١٩.