وهذا يشير إلى : أنه «صلىاللهعليهوآله» يملك قدرات تمكّنه من التأثير التكويني في أمور واقعية ومادية خارجية ، من دون استخدام الوسائل المعتادة. بل من خلال هذه القدرات التي يملكها ، وأن القضية ليست مجرد دعاء ، قد استجابه الله تعالى له.
وهذا يفسر ما روي من أنه «صلىاللهعليهوآله» قد تفل في عيني علي «عليهالسلام» ، وبزق في إلية يده ، فدلك بها عينيه ، أو نحو ذلك.
ولا بد من التوقف والتأمل في حقيقة أنه «صلىاللهعليهوآله» لم يكتف بالدعاء والطلب إلى الله تعالى أن يشفيه ، بل قرن ذلك بممارسة عملية تؤكد : أنه يريد أن ينجز عملا يقع تحت قدرته وباختياره.
متى رمدت عينا علي عليهالسلام؟
وأما حديث : أن عليا «عليهالسلام» قد تخلف عن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وبقي في المدينة ، فلما سار «صلىاللهعليهوآله» إلى خيبر ، قال علي : لا ، أنا أتخلف؟!
فلحق برسول الله «صلىاللهعليهوآله». فلا يصح ؛ وذلك لما يلي :
أولا : إذا كان علي «عليهالسلام» يعاني من رمد في عينيه ، حتى إنه لم يكن يبصر ، فإنه كان غير قادر على السير إلا بقائد يقوده ، ومدبر يدبره ، فإلى من أوكلت هذه المهمة يا ترى في كل هذه المدة الطويلة؟! فإن كان قائده هو سلمة بن الأكوع.
فإن الرواية قد صرحت : بأنه جاء به يقوده إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، في قضية قتل مرحب فقط ..