وكما كان واضحا أنه : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ..) (١) بل لابد من الطاعة والإنقياد.
فإن من الواضح أيضا : أن لا حق للنساء بمرافقة أزواجهن في السفر من الناحية الشرعية ، ويستطيع الزوج أن يختار أيتهن شاء لمرافقته .. ولكن الرسول «صلىاللهعليهوآله» التزم بالقرعة بينهن.
فذلك يعني : أنه قد جعل لهن ما يشبه الحق ، رفقا منه بهن ، وعطفا منه عليهن ..
وإنما جعل «صلىاللهعليهوآله» طريقا للتعيين ـ مع علمه بأن الله تعالى هو الذي يتولى تسديده ، وهو الذي يختار له ـ من أجل تسكين خواطرهن ، وعدم إثارة أي من المشاعر السلبية لديهن ، حتى لو كن يظلمن أنفسهن وغيرهن ، ويظلمن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أيضا في ذلك ..
ولو لا ما ذكرنا ، لأمكن أن يقال : لقد كان بإمكانه «صلىاللهعليهوآله» أن لا يخرج معه منهن أحدا ، أو أن يخرجهن في أسفاره بصورة متوالية ، وفق تراتبية القسم والليلة لهن. أو وفق قرعة تحدد هذه التراتبية.
إحساس يهود المدينة بالخطر :
قال الصالحي الشامي :
ولما تجهز رسول الله «صلىاللهعليهوآله» والناس ، شق على يهود المدينة الذين هم موادعو رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وعرفوا أنه إن دخل
__________________
(١) الآية ٣٦ من سورة الأحزاب.