التي ميزته عن سائر الحصون ..
أم أنهم أرادوا تبرير الهزيمة التي مني بها أولئك المتخاذلون ، والتي حدثت أكثر من مرة حتى في هذا الحصن الذي لم يستحق سوى يومين من الحصار ، ثم سقط أمام عزمة صادقة من عزمات أهل الإيمان.
قد يكون هذا الاحتمال الأخير هو الأوضح والأظهر ، وقد يكون قد تناغم مع الاحتمال الأول حتى كان ما كان ..
الإفتخار في الحرب :
وقد حكم الناس على عمارة بن عقبة الغفاري : بأنه قد بطل جهاده لمجرد قوله ، حين ضرب هامة ذلك اليهودي :
خذها وأنا الغلام الغفاري ...
فصحح النبي «صلىاللهعليهوآله» لهم هذا المفهوم الخاطئ ، وحكم بأنه يؤجر ويحمد.
ونقول :
إن الافتخار في الحرب الموجب لإرعاب العدو ، وهزيمته النفسية هو في حد ذاته جهاد يثاب الإنسان عليه. ويوجب الثناء والحمد لفاعله ؛ لأنه يكون قد أسهم في كسر شوكة العدو ، وإضعافه ، وتمهيد السبيل إلى إلحاق الهزيمة التامة به ..
كما أن إظهار القوة والعزة في قبال العدو ، يمنح أهل الإيمان المزيد من الثبات ، والثقة بالنصر ، ويزيد في تصميمهم ، وفي قوتهم ، وعزيمتهم ، فيجتمع على العدو ضعفان :