وهي تقوم برصد حركة الواقع ، وبملاحقة الأمور بعين الرضا والقبول .. إما بهدف تحصيل القناعة والاعتقاد التام ، أو من أجل الحفاظ على المصالح ، والحصول على الامتيازات ، أو ما إلى ذلك ..
وبعد وفاة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حاول كل أولئك الذين يريدون أن يبرروا لمواقف وسياسات ، وممارسات ، وأقاويل ، ومذاهب بعينها ـ حاولوا ـ أن يرجعوا إلى هذه الفترة التي عاشوها مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، واستفادوا من مشاهداتهم لحركاته وسكناته ، ومواقفه ، وكل أحواله منها ، فاتخذوا منها مرتكزا لإنشاء منظومة التعاليم والتوجيهات والسياسات ، والمذاهب الاعتقادية ، والفقهية ، التي لم تكن لتجد طريقها إلى عقل ، ووجدان وحياة الناس لو لم تستمد شرعيتها من حياته «صلىاللهعليهوآله» ، ومن أقواله ، وأفعاله ، ومواقفه ..
أما الفترة التي سبقت هذا المفصل التاريخي فقد غاب عنها أكثر هؤلاء ، وجهلوا الكثير من جزئياتها وتفاصيلها ، فأنتج ذلك عجزا عن التوسل بها في إنشاء تلك المنظومة ، وفق ما يريدون ، وعلى حسب ما يشتهون.
وبعد هذه الإلماحة السريعة نقول :
ماذا عن خيبر؟!
خيبر اسم منطقة تقع على ثلاثة أيام من المدينة ، على يسار الحاج القادم من الشام. وبينها وبين المدينة ثمانية برد (والبريد أربعة فراسخ ، والفرسخ ثلاثة أميال ، وكل ميل أربعة آلاف خطوة ، وكل خطوة ثلاثة أقدام).