بصورة إعجازية ، وذلك بشفاء علي «عليهالسلام» من دون أن يؤثر ذلك على خيار واختيار أعدائه تعالى ، أي أنه تعالى لم يحل بينهم وبين ما يريدون ، ولم يشل حركتهم ، ولم يمنعهم من ممارسة حقهم الطبيعي ، فليس لهم أن يشعروا بأنهم قد ظلموا في ذلك ..
كما أنه لم يقهر المسلمين ولا عليا «عليهالسلام» على التصدي للحرب ، بل اكتفى بإزالة الموانع من طريق علي «عليهالسلام» بشفاء عينيه ، وأفسح المجال له لكي يختار ، بعد أن أساء الآخرون الاختيار ، فاختاروا الحياة الدنيا ، وأنفسهم ، وأظهروا : أن أنفسهم أحب إليهم من الله ورسوله ..
النبي صلىاللهعليهوآله يصنع المعجزة :
وشفاء عيني علي «عليهالسلام» وإن كان معجزة صنعها رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لهم ، ولكنها لم تكن المعجزة التي يتوقف عليها إقناع الناس بالنبوة. لأن معجزة النبوة هي القرآن الكريم.
وقد كان الناس مقتنعين بنبوته «صلىاللهعليهوآله» ، بالاستناد إليها ، أو إلى غيرها من موجبات ذلك ..
كما أن هذا الشفاء لم يأت ابتداء من الله تعالى ليظهر سبحانه فضل النبي «صلىاللهعليهوآله» ، أو علي «عليهالسلام». بل هو أمر تعمد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» نفسه أن يفعله. وقد اختاره ، وقصد إلى إيجاده بعد أن لم يكن ، مما يعني : أنه «صلىاللهعليهوآله» عارف به ، ومختار له ، واثق بالنتيجة قبل حصولها .. وعارف بأنه يملك القدرة على فعله ، من خلال ما خوله الله تعالى إياه ..