ب : إذا أمسينا تحولنا :
ولعل الصحيح هو : أن الناس أو معظمهم كانوا قد تسرعوا في الأمر ، ونزلوا في ذلك المكان القريب من العدو ، الذي تنز الأرض فيه ماء .. حتى إن من يقيم في ذلك الموضع يبتلى ـ بسبب ذلك ـ ببعض الأدواء والأوبئة. فشكى الناس بلسان الحباب بن المنذر ذلك لرسول الله ، وكان «صلىاللهعليهوآله» عالما بالأمر ، وعازما على التحول ..
ولكنه كان لا يريد أن يكسر عنفوان أولئك الناس الذين انطلقوا فيما فعلوه من نوايا طيبة ، ونفوس سليمة ، وطاهرة. كما أنهم إذا عاينوا سوء ذلك الموضع بأم أعينهم فسوف يكون قرار الانتقال حاجة يشعرون هم أنفسهم بضرورة تلبيتها ، من دون أي تردد ، أو إحساس بالمرارة ، أو اتهام منهم للآخرين بالمبالغة والتجني.
كما أنه «صلىاللهعليهوآله» لا يريد أن يشعر اليهود بأن ثمة ترددا أو اهتزازا في القرارات ، وفي السلوك والممارسة لدى المسلمين. فيجرؤهم ذلك عليهم ، وتهتز هيبتهم في أعينهم ، ويهيء لهم الأجواء للتفكير في منافذ من شأنها أن تثير بعض المتاعب لديهم ، فقرر «صلىاللهعليهوآله» المقام في ذلك المكان إلى الليل ، للإيحاء لهم بأن ذلك داخل في جملة القرارات المدروسة والمؤثرة.
الحباب ذو الرأي من هو؟!
واللافت هنا : أن المؤرخين يذكرون : أن الحباب بن المنذر قد عارض أهل السقيفة ، وقال لقومه : لكأني بأبنائكم على أبواب أبنائهم (أي الذين