فقال عمر : فأنت الآن ـ والله ـ أحب إلي من نفسي.
فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : الآن يا عمر؟! (١).
ولا بد أن نتذكر هنا الآية الشريفة التي تقول :
(قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) (٢)
٢ ـ يحبه الله ورسوله :
وإذا كان علي «عليهالسلام» يحب الله ورسوله ، فإن ذلك يستتبع القيام بما يمليه هذا الحب من الالتزام ، والوفاء ، والتضحية في سبيل الله ورسوله .. الأمر الذي ينشأ عنه حب الله ورسوله له «عليهالسلام» أيضا ..
فكان من الطبيعي أن يأتي الوسام الآخر ، وهو : أنه «عليهالسلام» يحبه الله ورسوله ، وهو وسام عظيم ، خصوصا مع ما يتضمنه هذا الوصف من التعريض بالذين هربوا ، ليدل فرارهم على : أنهم لم يكونوا كذلك ،
__________________
(١) مسند أحمد ج ٤ ص ٣٣٦ وصحيح البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر) ج ٨ ص ١٦١ وعمدة القاري ج ١ ص ١٤٤ والمعجم الأوسط ج ١ ص ١٠٣ وكنز العمال ج ١٢ ص ٦٠٠ وتفسير القرآن العظيم ج ٢ ص ٣٥٦ وج ٣ ص ٤٧٦ وتاريخ دمشق ج ١٩ ص ٨٧ وفتح الباري ج ١ ص ٥٦ وراجع : المستدرك للحاكم النيسابوري ج ٣ ص ٤٥٦ والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج ٢ ص ١٩.
(٢) الآية ٢٤ من سورة التوبة.