لا ضير فيه ، إذا كان ذاكرا لله سبحانه ، مستشعرا لوجوده ، منسجما معه .. ولأجل ذلك قال لهم «صلىاللهعليهوآله» : «أقدموا باسم الله ..».
ابن أبي يحذر اليهود :
وذكروا : أن عبد الله بن أبي أرسل إلى اليهود يخبرهم : بأن محمدا سائر إليكم ، فخذوا حذركم ، وأدخلوا أموالكم حصونكم ، واخرجوا إلى قتاله ، ولا تخافوا منه ، إن عددكم كثير ، وقوم محمد شرذمة قليلون ، عزّل لا سلاح معهم إلا قليل.
فلما علم بذلك يهود خيبر أرسلوا وفدا إلى غطفان يستمدونهم كما سيأتي (١).
ونقول :
إن توجيهات ابن أبي لهم ، وتحريضه إياهم على التصدي لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد استند إلى عدة أمور ، نشير منها إلى الأمرين التاليين :
١ ـ كثرة عددهم ، وقلة عدد جيش المسلمين ، مع أن ابن أبي والناس كلهم قد شاهدوا كيف ينتصر المسلمون في حروبهم ، وخصوصا في بدر ، رغم قلة عددهم ، وكثرة عدد جيش عدوهم المهاجم.
وقد بيّن القرآن هذه الحقيقة في موارد كثيرة. وصرح : بأن العشرة من المسلمين قادرون على أن يغلبوا مائة ، فيما لو تدرعوا بالصبر والإيمان.
__________________
(١) راجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ٤٢ وسبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٣٦٤.