بل يجب أن يكون الهدف هو الحصول على الخير : خير البلد وخير أهله ، وتجنب الشر : شر البلد وشر ما فيه .. سواء أكان الشر من الناس ، أم من غيرهم.
ويلاحظ أيضا : أن هذا الدعاء قد أظهر للداعين ولغيرهم : أن الهيمنة الإلهية كما تشمل السماوات والأرض ، من حيث هي موجودات كونية ، فإنها تشمل ما أظللن ، وما أقللن من موجودات ، لها وظائف ومهمات ، فيهما على حد سواء ..
وأفاد أن هذه السلطة تشمل أيضا حتى الموجودات المتمردة والطاغية ، وتشمل من وقع تحت تأثيرها .. فهو تعالى رب الشياطين وما أضللن .. كما أنها تشمل ما له حركة وتصرف ، وما يكون محلا للحركة والتصرف ، وإن لم يكن من الموجودات العاقلة والمختارة. فهو رب الرياح وما أذرين.
فإذا كانت الهيمنة لله تعالى على ذلك كله ، فلا بد من أن يتوجه الناس إليه في حاجاتهم. وقد حدد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» هذه الحاجات في دعائه ، بأنها الحصول على الخير ، وتجنب الشر ..
ثم إنه «صلىاللهعليهوآله» قال : «أقدموا باسم الله ..».
فإذا كان إقدامهم متمازجا مع اسم الله تعالى ، وملابسا له ، فلا بد أن يلتزموا بخطه تعالى ، وأن لا يشذوا عنه ، فيكون معهم في كل حركة ، وكل سكون ، وكل موقف.
وما أحوجهم إلى استحضار الله تعالى في مواقفهم هذه التي ينسى الإنسان فيها أكثر الأشياء قربا منه ، فينسى حتى الطعام والشراب ، وينسى الأهل والأولاد ، وينسى المال والمقام ، وينسى .. وينسى .. وكل هذا النسيان