الكثرة لا خير فيها :
وقد ذكرت الروايات قصة أبي عبس مع رسول «صلىاللهعليهوآله» ..
ووجدنا أنها تشير إلى عدة أمور ، نذكر منها :
١ ـ أنه «صلىاللهعليهوآله» قد بادر إلى السؤال عن حالة رأى أنها قد خالفت النظم الطبيعي لمسيرة الجيش ، وهي انفراد أبي عبس عن الناس. وتقدّمه عليهم.
والنبي «صلىاللهعليهوآله» ، وإن لم يكن قد ألزم الناس برعاية نظم بعينه ، ولكن ذلك لا يعني السماح بالحالة التي قد تبدو نشازا بحسب ما جرت عليه طريقة الناس في حالات كهذه ..
وجاء تفسير أبي عبس كافيا وربما مرضيا لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ؛ فإن الاستعانة بالناقة النجيبة يريح رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، في مسير كهذا ..
٢ ـ ثم أتبع «صلىاللهعليهوآله» سؤاله الأول بسؤال آخر يفضي إلى إعطاء توضيحات عن لباس أبي عبس المميز ، الذي يثير أكثر من شبهة وسؤال عن مكونات أبي عبس ، وعن روافده ومصادره. فالبريق القوي ، يضخم التصورات ويوهم : أن أبا عبس قد أصاب كنزا ، أو استولى على ثروة بطريقة قد تكون مشروعة ، وقد لا تكون!!
ومهد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» للإجابة المقنعة ، والقاطعة لكل احتمال ، وظن وشبهة ، حين ضمّن سؤاله تعريف الناس بمصدر المال. حتى لم يعد أبو عبس بحاجة إلى تقديم إثبات بذلك ، بل اقتصرت مهمته على بيان موارد مصارف ذلك المال ، وصحة تصرفه فيه .. وبذلك يكون «صلى