بحمده ، والثناء عليه ، ولا يغتر بملكه وطاعة الناس له ، إلى حد الشعور بالاستغناء عنه تعالى ، والاستكبار عن طاعته ..
الملك :
وقد تقدم : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد خاطب النجاشي : بأنه «ملك الحبشة» ولكنه عاد وذكّره : بأن الله تعالى هو الملك على الإطلاق ، وله دون سواه الملك الحقيقي ، الذي لا يخضع في مالكيته إلى جعل ، وإنشاء من أحد ، وأما من سواه ، فمالكيته وسلطانه محتاج إلى إنشاء واعتبار وجعل من قبل من بيده الأمر ، وهو المالك الحقيقي ، والخالق ، والمهيمن.
القدوس :
ثم عقب ذلك بذكر. سائر صفات الله سبحانه ، والتي يحاول الملوك ، أن يستأثروا بها لأنفسهم ، بنحو أو بآخر. فذكر من ذلك صفة «القدوس» التي هي من صيغ التكثير والتشديد (المبالغة) في تقديس الله وتنزيهه عن أي نقص ، أو عجز ، أو عيب ، أو حاجة وما إلى ذلك.
فلا معنى لأن ينسب إليه أحد ظلما ، أو جهلا ، أو بخلا ، أو .. أو ..
وبمقايسة بسيطة يتجلى للإنسان عجزه حتى لو كان ملكا ، وتظهر له عيوبه ، ويشعر بأنه محتاج إلى غيره ، حتى إلى رعيته ، أو إلى بعضهم ، ليرفع نقائصه ، وليصل إلى مراداته.
والمفروض بهذا الشعور الداخلي ، والإقرار الوجداني ، أن ينتهي به إلى التسليم لله الملك القدوس ، وأن يطلب منه سبحانه تلبية حاجاته ، وتقوية ضعفه ، وإكمال نقصه ، ورفع عجزه ..