هدايا المقوقس :
وغني عن القول : إن لا فائدة من كل تلك الهدايا التي أرسلها المقوقس إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فإنها هدايا تفيده كشخص في حياته الخاصة ، ولا تفيد دعوته في شيء ، بل هو أراد أن يماطل بها رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وأن يدفعه عن التعرض بدعوته لأهل مملكته ، مع علمه المسبق أيضا : أن دعوته «صلىاللهعليهوآله» ستصل إليهم ، وسيدخلون في دين الله أفواجا ، تماما كما علم بذلك قيصر ، وصرح به ..
ولكنه آثر أن يستمتع بزهرة الحياة الدنيا ، ولو إلى حين ، ورضي بأن يكون سببا في إبقاء قومه في ضلالتهم ، وأن يبوء ـ من ثم ـ بإثمهم ..
القبط لا تطاوعه :
وقد صرح المقوقس ـ كما فعل قيصر ـ : بأن القبط لا تطاوعه في اتباع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» .. وأنه يضمن بملكه أن يفارقه ..
وهو كاذب في قوله هذا جزما ، فإنه ـ كما أشار إليه كتاب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ـ هو الذي يبوء بإثم القبط ؛ لأنه يمنعهم من التعرف على دعوته «صلىاللهعليهوآله» ، بما يلقيه إليهم من شبهات ، ويمارسه ضدهم من قهر واضطهاد ، وإرهاب ، واستضعاف لهم.
كما أنه يمنع رسل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، من القيام بواجب الدعوة إلى الله سبحانه فيهم ..
وحين ادّعى المقوقس أن القبط لا يطيعونه. هل جرب ذلك معهم بالأساليب الحكيمة؟! وبالتدبير السليم والذكي؟! أم أن هذا هو قرار