الصحابة الذين كانوا حول رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، والذين قد يكون أكثرهم إنما يقاتل من أجل الغنائم ، أو المناصب ، أو الشهرة ، أو حبا بالأمارة ؛ أو لأجل أن يفرضوا الإسلام عليهم بالقوة والقهر ، أو نحو ذلك ..
فأراد علي «عليهالسلام» أن يعرف الجميع : أنه لا بد أن يكون كل عمل يقوم به الإنسان هادفا.
ثم أن يكون الهدف في مستوى العمل نفسه ، من حيث خطورته ، ومن حيث حساسية آثاره.
٢ ـ ومن جهة أخرى نلاحظ : أنه لم يقل : أقاتلهم حتى يكونوا مسلمين ، بل قال : حتى يكونوا مثلنا ..
ولعل السبب في ذلك : أنه «عليهالسلام» لو استعمل كلمة «المسلمين» لجاء الجواب بنعم ، أو بلا ..
ولكنه حين قال : حتى يكونوا مثلنا .. احتاج إلى توضيح مستوى المثلية المطلوبة ، وأن المطلوب أولا : هو الدرجة التي توجب حقن دمائهم .. أما سائر المراتب والدرجات ، فإنما تحصل بالسعي الدؤوب من قبل الأفراد أنفسهم ، كل بحسب حاله ، وقدراته ، وطبيعة قناعاته ..
والذي تحقن به دماؤهم ، هو شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله.
عرّفهم ما يجب عليهم :
ومن الأهمية بمكان الوقوف عند قوله «صلىاللهعليهوآله» لعلي «عليهالسلام» ، حين قال له : علام أقاتلهم؟! : «عرّفهم ما يجب عليهم من حق الله تعالى ، وحق رسوله». وذلك بالتزامن مع دعوتهم إلى الإسلام الأمر الذي