ونقول :
إن لنا مع النص المتقدم عدة وقفات ، نجملها على النحو التالي :
ألف : الإنتقاص من رسول الله صلىاللهعليهوآله :
قد أظهرت الرواية المتقدمة : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد اختار لجيشه منزلا غير صالح ، من حيث إنه ـ كما أوضح الحباب ـ قريب من العدو إلى حد أن سهامهم تصل إليه.
يضاف إلى ذلك : ارتفاع المواقع التي يتواجد العدو فيها بالنسبة لموقع جيش المسلمين ، فلهم إشراف ، وتسلط وهيمنة عليهم.
كما أن وجود النخل بكثافة يعطيهم الفرصة للاستفادة منه في مهاجمة المسلمين تحت جنح الظلام ..
فهذه الحيثيات كلها لا ينبغي أن تخفى على أي إنسان عادي ، يملك عقلا وإدراكا ، ويعيش حالة التوازن في شخصيته ، ولا يغفل عنها إلا من كان يعاني من اختلالات في عقله ، فكيف يصح نسبتها إلى عقل الكل ، وإمام الكل ، ومدبر الكل ، وهو سيد الأنبياء والمرسلين ، وأفضل الخلائق أجمعين ، من الأولين والآخرين ، إلى يوم الدين؟!
وكيف يكون الحباب بن المنذر أعرف ، وأرشد ، وأوفر عقلا من الرسول المسدد من الله ، والمؤيد بالوحي؟!
ويجب أن لا ننسى : أنهم قد نسبوا إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» ، مثل ذلك في غزوة بدر ، وقد ذكرنا هناك أيضا أننا لا نشك في كون ذلك من الأكاذيب ، فراجع ..