فكيف يعطيه اللواء ، وهو لا يبصر طريقه؟!
رابعا : قال المفيد : «كانت الراية يومئذ لأمير المؤمنين «عليهالسلام» ، فلحقه رمد أعجزه عن الحرب» (١).
أي إن هذا الرمد قد عرض له بعد أن تسلم الراية ..
خامسا : إن الرواية نفسها تدل على أن رمد عيني علي «عليهالسلام» قد كان طارئا في تلك الفترة ، وأنه لم يدم برهة ، بحيث يصل خبر ذلك إلى النبي «صلىاللهعليهوآله».
فقد ذكرت الرواية : أنه في يوم قتل مرحب : أصبح رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فصلى الغداة ، ثم دعا باللواء ، ووعظ الناس ، فقال : أين علي؟
قالوا : يشتكي عينيه.
قال : فأرسلوا إليه ..
فلما جيء به قال له النبي «صلىاللهعليهوآله» : ما لك؟!
قال : رمدت ، حتى لا أبصر ما قدامي.
فظاهر السياق يعطي : أن الناس كانوا يرون : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لم يكن على علم بأمر الرمد ، فأخبروه به.
وسؤال النبي «صلىاللهعليهوآله» لعلي «عليهالسلام» : ما لك؟ وجواب علي «عليهالسلام» له يقطع كل عذر ، ويزيل كل شبهة في ذلك.
ولو كان علي «عليهالسلام» غائبا عن ساحة القتال كل هذه الأيام ، لعلم بذلك رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، لا سيما وأنه هو الذي يعتمد
__________________
(١) راجع : الإرشاد ج ١ ص ١٢٦.