يحين وقتها. إذ لو أجيبوا عنها قبل ذلك كان فيه مضرة عليهم ، ويشير إلى ذلك قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْها وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ) (١).
وقد قال الخضر لموسى «عليهماالسلام» : (فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً) (٢). وفي هذا دلالة على أن هناك أسئلة لا يرى المسؤول مصلحة في الإجابة عليها في وقت أو في مرحلة معينة ..
وربما كانوا يسألون عن علم يضرهم علمه ، أو يسألون عن علم لا يضرهم جهله ، ولا ينفعهم علمه ، فقد روي عن النبي «صلىاللهعليهوآله» قوله في من وصف له بأنه علّامة ، لعلمه بأنساب العرب ، ووقايعها وأيام الجاهلية ، وبالأشعار والعربية : «ذاك علم لا يضر من جهله ، ولا ينفع من علمه» (٣).
وعن الإمام الكاظم «عليهالسلام» ، أنه قال : «فلا تشغلن نفسك بعلم
__________________
(١) الآيتان ١٠١ و ١٠٢ من سورة المائدة.
(٢) الآية ٧٠ من سورة الكهف.
(٣) سفينة البحار ج ٦ ص ٢٤٤ عن أمالي الصدوق وتحرير الأحكام للحلي ج ١ ص ٤٠ وعوائد الأيام للنراقي ص ٥٥١ والكافي ج ١ ص ٣٢ والأمالي للصدوق ص ٣٤٠ ومعاني الأخبار للصدوق ص ١٤١ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٧ ص ٣٢٧ و (ط دار إحياء التراث العربي) ج ١٢ ص ٢٤٥ ومستطرفات السرائر لابن إدريس الحلي ص ٦٢٧ ومشكاة الأنوار للطبرسي ص ٢٤٢ وعوالي اللئالي ج ٤ ص ٧٩ والبحار ج ١ ص ٢١١ ومعارج الأصول للمحقق الحلي ص ٢٣.