وسألوا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أن يعفيهم من هدمها ، وقالوا : يا رسول الله ، اترك أنت هدمها ، فإنّا لا نهدمها أبدا.
فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «أنا أبعث أبا سفيان بن حرب ، والمغيرة بن شعبة يهدمانها». فذكروا الحديث (١).
فعاد الوفد ، وأخبروا قومهم خبرهم وخبر الربة.
فقال شيخ من ثقيف قد بقي في قلبه شرك بعد : فذاك والله مصداق ما بيننا وبينه ، فإن قدر على هدمها فهو محق ونحن مبطلون ، وإن امتنعت ففي النفس من هذا بعد شيء.
فقال عثمان بن أبي العاص : «منتك والله نفسك الباطل وغرتك الغرور. الربة والله ما تدري من عبدها ومن لم يعبدها».
وخرج أبو سفيان بن حرب ، والمغيرة بن شعبة وأصحابهما لهدم الربة. فلما دنوا من الطائف قال المغيرة لأبي سفيان : تقدم أنت على قومك.
وأقام أبو سفيان بماله بذي الهرم ، ودخل المغيرة في بضعة عشر رجلا يهدمون الربة. فلما نزلوها عشاء باتوا ، ثم غدوا على الربة يهدمونها.
فقال المغيرة لأصحابه الذين قدموا معه : «لأضحكنكم اليوم من ثقيف».
فاستكفّت ثقيف كلها : الرجال ، والنساء ، والصبيان ، حتى خرج العواتق من الحجال حزنا يبكين على الطاغية ، لا يرى عامة ثقيف أنها
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٢٢٦ وقال في هامشه : أخرجه البيهقي في الدلائل ج ٥ ص ٣٠٢ وانظر البداية والنهاية ج ٥ ص ٣٣.