أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ) (١).
فإذا كانت هذه هي نظرة العرب ، ومنهم هذا الرجل إلى المرأة ، وإذا كان قد ولد لهذا الرجل ثمانية عشر ولدا ذكرا ، فمن الطبيعي أن يعيش حالة لا تطاق من الزهو والكبر ، والعنجهية والغرور ..
وقد دل على ذلك اعتزازه حتى بما يعد رذيلة ، لو لم يكن قد وافق الإسم المسمى «سارق ـ ظالم ـ قاطع ـ مستكبر ـ يأخذ كل سفينة غصبا ..».
علما بأن للأسماء إيحاءاتها ، وآثارها على النفوس حين يصل الأمر إلى حد الأنس بالإسم ، وتتفاعل معه بصورة إيجابية ..
فكان لابد من ترويض هذه النفوس ، ومواجهتها بالقيم الإلهية ، المنسجمة مع الفطرة ، وأحكام العقل ، وإفهامهم : أن للأنثى قيمتها عند الله تبارك وتعالى ، وأنها تكون أولى بالتقدير ، والإحترام من عشرات الرجال إذا كانت تسير في خط الإستقامة دونهم ، وأن التقوى هي معيار الكرامة عند الله ، (.. إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ..) (٢).
ولأجل ذلك نلاحظ : أن أبا صفرة لم يعترض ، ولم يناقش ، ولم يستفهم عن طبيعة أو قيمة هذه المعادلة الجديدة التي واجهه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بآثارها ومقتضياتها بصورة عملية ..
__________________
(١) الآيات ١٦ ـ ١٩ من سورة الزخرف.
(٢) الآية ١٣ من سورة الحجرات.