هذا فقل له : أدع لرسول الله أن يعينه على ما ابتعثه الله به ، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم من الحق».
قال : فأتيته [فقلت : رحمك الله ، ادع الله لرسول الله أن يعينه (على ما ابتعثه) به ، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم من الحق.
فقال لي : ومن أرسلك؟
فكرهت أن أخبره ولم أستأمر رسول الله «صلىاللهعليهوآله». فقلت له : رحمك الله ما يضرك من أرسلني؟ ادع بما قلت لك.
قال : لا ، أو تخبرني من أرسلك.
قال : فرجعت إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقلت له : يا رسول الله ، أبى أن يدعو لك بما قلت له حتى أخبره بمن أرسلني.
فقال : «ارجع إليه فقل له : أنا رسول رسول الله».
فرجعت إليه فقلت له.
فقال لي : «مرحبا برسول [رسول] الله ، أنا كنت أحق أن آتيه ، اقرأ على رسول الله مني السلام وقل له : الخضر يقرأ عليك السلام ويقول لك : إن الله تعالى فضلك على النبيين كما فضل شهر رمضان على سائر الشهور ، وفضل أمتك على الأمم كما فضل يوم الجمعة على سائر الأيام».
قال : فلما وليت سمعته يقول : «اللهم اجعلني من هذه الأمة المرشدة المرحومة ، المتاب عليها» (١).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٤٣٦ عن الدار قطني في الإفراد ، والطبراني في الأوسط ، وابن عساكر ، وذكره السيوطي في اللآلئ ج ١ ص ٨٥ وابن الجوزي في الموضوعات ج ١ ص ١٩٤ والإصابة لابن حجر ج ٢ ص ٢٥٩.